الزبادي صديق المائدة في رمضان

يعتبر الزبادي أحد العناصر الغذائية الهامة التي ينصحك الأطباء بالحرص على تناولها بوجبتي الإفطار والسحور لما لها من مفعول سحري على الهضم تجنبك الشكوى من مشاكل القولون والانتفاخات المعتادة بعد تناول وجبة دسمة من المقالي والمأكولات الغنية بالدهون.
ويعتبر الزبادي مثبط حيوي للبكتيريا الضارة بالجسم حيث يحتوي على خمسة مضادات حيوية، وقد أجمعت العديد من الدراسات الحديثة على أن الزبادي يزيد المناعة ويقوي الجهاز الهضمي والدورة الدموية، بجانب فوائده الغذائية المتنوعة نظرا لاحتوائه على فيتامينات "A B C D" ومواد بروتينية عاليه القيمة إلى جانب الأملاح المعدنية.
لذا يوصي خبراء التغذية الصائمين بتناول الزبادي بصفة يومية، وذلك لقدرته على القضاء على الميكروبات الضارة في الأمعاء ويمنع الانتفاخات، حيث يقوم الزبادي بإراحة المعدة التي تكون مجهدة من كثرة الطعام، وعدم انتظام الوجبات خلال رمضان، كما يطيل القوام المتماسك للزبادي من فترة بقائه في الأمعاء، خاصة في وجبة السحور، فيؤجل الإحساس بالجوع لفترة أطول.
كما أظهرت دراسة أخرى أن الزبادي يخفف حدة الحرارة والعطش، ويزيل الإجهاد والتوتر، مما يقلل من حدوث المشاجرات والخلافات الزوجية، كما يفيد في الحماية من بعض الأورام، وخفض دهون الجسم وتنظيم توزيعها، وتحقيق الرشاقة التي تسعى لها المرأة دوما.
وأرجع الخبراء سر ذلك إلى أن الكالسيوم الموجود بوفرة في الزبادي يساعد على فقد أكثر من بوصة في منطقة الوسط حيث يعتبر الباحثون أن نسبة الكالسيوم في الغذاء هي التي تحفز الجسم لحرق مزيد من الدهون وعدم تكون كميات جديدة منه، في حين أن الغذاء قليل الكالسيوم يزيد من إنتاج أنزيمات منتجة للدهون.
لذا ينصح الأخصائيون الباحثات عن الرشاقة بالإكثار من تناول الزبادي خالي الدسم والغني بالكالسيوم والذي يحتوي على 100 سعر حراري فقط لكوب وزن 180 جراما.
وعن فوائد الزبادي للصائمين يؤكد الأطباء أن الزبادي يقوي الجسم على الصيام، لأنه يزوده بالبروتين وأيضا ببعض الدهون ومجموعة من المعادن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم، كما يساعد على إنتاج مادة "الانثرفيرون" المضادة للفيروسات وأمراض الكبد، فضلا عن احتوائه على ما لا يقل عن سبع مواد لها تأثيرات المضادات الحيوية المعروفة من حيث الفعالية ضد الميكروبات التي تصيب الجهاز الهضمي.
ويوضحون أن الزبادي مهدئ للأعصاب ويعالج الأرق وأيضا المغص ويؤخر ظهور الشيخوخة، لأنه يعمل على زيادة مقاومة الجسم وعدم الإصابة بالحميات والأمراض المعدية وإبادة الميكروبات الضارة بالقناة الهضمية، وذلك بإقامة خط دفاعي يؤدي إلى وقف عملية ترسب الكولسترول على جدران الشرايين خاصة التي تغذي القلب والمخ.
وينصحون بتناول الزبادي في السحور نظرا لاحتوائه على مواد دهنية تسهل الهضم، كما أنه يقضي على البكتيريا الضارة بالجسم، ويمنع الإجهاد والتعب ويقاوم الجوع في رمضان.
وقد ثبت أن سكر اللاكتوز الموجود في لبن الزبادي الذي يتحلل في المعدة إلى جلوكوز يمد الجسم بالطاقة وينشط المخ ويزيد القدرة على التركيز، ومن خلال دراسة أجراها مجموعة الباحثين السويديين تبين أن تناول الطفل كوبا من الزبادي يوميا يرفع قدرته على التحصيل الدراسي.
ويعد الزبادي مصدرا جيدا للكالسيوم الذي يدخل في تركيب وتقوية العظام لذا فهو يقاوم الكساح وهشاشة العظام وسقوط الأسنان، وقد أثبتت التجارب أن الكالسيوم الموجود بالزبادي يقلل من تكون حصوات الكلى، حيث أن نقص الكالسيوم يساعد على ترسيب الأوكسلات بالكلى والمسالك، كما أكدت بعض الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب أن تغذية الحيوانات الثديية بمصادر غنية بالكالسيوم يقلل من ظهور سرطان الثدي.
ويستطيع الزبادي أن يحقق وظيفتين متعارضتين في نفس الوقت حيث يخفف من الإسهال ويعمل كملين في آن واحد، حيث يعيد الزبادي التوازن الميكروبي الطبيعي للقناة المعوية، ويؤكد الخبراء أن تناول قدر قليل من الزبادي يساعد على شفاء الاضطرابات المعوية التي يسببها التسمم الغذائي وعوامل العدوى.